السبت، 8 مايو 2010

مقدمة مهمة في معنى المتون العلمية مع العديد من المتون في علم العقيدة و الفقه و التفسير و الحديث و الرقـائـق للتحيمل / بصوت القارئ / طه فهد .

الحمد لله المنفرد بالبقاء والقهر , الواحد الأحد ذي العزة والستر , لا ندّ له فيبارى , ولا شريك له فيدارى , كتب الفناء على أهل هذه الدار , وجعل الجنة عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار , قدر مقادير الخلائق وأقسامها , وبعث أمراضها وأسقامها , وخلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً , جعل للمحسنين الدرجات , وللمسيئين الدركات .

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عدة الصابرين وسلوان المصابين , الكريم الشكور , الرحيم الغفور , المنزه عن أن يظلم أو يجور , الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور.

ونشهد أن محمداً عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه أعرف الخلق به , وأقومهم بخشيته , وأنصحهم لأمته وأصبرهم لحكمه وأشكرهم على نعمه , أعلاهم عند الله منزلة وأعظمهم عند الله جاهاً , بعثه للإيمان منادياً , وفي مرضاته ساعياً , وبالمعروف آمراً وعن المنكر ناهياً ,  بلغ رسالة ربه وصدع بأمره , وتحمل ما لك يتحمله بشر سواه , وقام لله بالصبر حتى بلّغه رضاه ,  دعانا إلى الجنة وأرشدنا إلى إتباع السنة , وأخبر أن أعلانا منزلة أعظمنا صبراً , من استرجع واحتسب مصيبته كانت له ذخراً ومنزلة عالية وقدراً , وكان مقتفياً هدياً ومتبعاً أثراً.

صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وأزواجه وذرياته الأخيار وسلم تسليماً كثيراً متصلاً مستمراً ما تعاقب الليل والنهار.

 

مقدمة مهمة في معنى المتون العلمية

لما انتشرت العلوم الإسلامية، وبدأ تدوين الكتب، كان لا بد من طريقة يحفظ بها طلبة العلم هذه العلوم، حتى تكون في الصدور والفهوم. فكانت (المتون)، وقد درج العلماء على حفظها وتدريسها للطلبة، فما هي المتون؟

ومن هنا نبداء بتعريف المتون ..

فالمتن هو : مصطلح يطلق عند أهل العلم على مبادئ فن من فنون جمعت في رسائل صغيرة خالية من الاستطراد والتفصيل والشواهد والأمثلة إلا في حدود الضرورة.

وكان الغرض من المتون هو جمع المسائل الأولية البسيطة في متون صغيرة، بعبارة سهلة، لتكون بداية لطالب العلم، لكنها ليست كلها كذلك، فبعض المتون موجز جداً إلى درجة أنه أصبح كاللغز، وبعض المتون متخصص جداً لا يفهمه إلا من نال قسطاً وافراً من العلوم… بينما كتبت بعض المتون لتذكرة المنتهين، واستغرقت بعض المتون علوماً كاملة، فسميت بالألفيات.

ولما كانت المتون في الكثير الغالب موجزة وضعت على المتون: الشروح والتقريرات والحواشي.

فالشرح: عمل يُتوخى فيه توضيح ما غمض من المتون وتفصيل ما أُجمل منها، وهو يتراوح بين الطول والقصر والسهولة والعسر، وفيه الوجيز والوسيط والبسيط.

والحاشية: إيضاحات مطولة دعت إليها ظاهرة انتشار المتون والشروح، وقد قصد منها حل ما يستغلق من الشرح وتيسير ما يصعب فيه واستدراك ما يفوته والتنبيه على الخطأ، والإضافة النافعة وزيادة الأمثلة والشواهد.

أما التقرير: فهو بمثابة هوامش كان يسجلها العلماء والمصنفون على أطراف نسخهم مما يعن لهم من الخواطر والأفكار على نقطة معينة أو نقاط متعددة، وذلك أثناء قيامهم بالتدريس من الشروح والحواشي .

و للمتون أنوع عديدة منها :

أولاً: المتن المنظوم :

ظهر المتن المنظوم عند العرب في القرن الثاني الهجري، ولكن العرب لم يكونوا أول من اخترعه، بل كانت له أصول عند اليونان، نرى ذلك عند (هوميروس) في ملحمته التاريخية (الإلياذة).

وقد بدأ ظهوره عند العرب حين اتسعت معارفهم، وتنوعت لديهم الثقافات، وزاد إقبالهم على التعلم وقد أحسوا حينذاك بحاجتهم إلى نوع خاص من التصنيف يعينهم على حفظ المعلومات ونقلها، فاستعانوا على ذلك بالشعر الذي امتلكوا ناصيته، لأنه يشكل وسيلة مشوقة، ويسهل على المتعلمين حفظه.

يقول أحد الباحثين: (لعل آخر الاتجاهات الجديدة التي نتناولها بالدراسة والتي لاحظنا نشأتها في شعر القرن الثاني، هو الفن التعليمي الذي يصطنعه الشعراء عادة لنظم أنواع شتى من العلوم والمعارف تسهيلاً لحفظها، ومما لا شك فيه أن نشأة هذا الفن إنما تقترن باتساع أنواع المعارف والعلوم وازدياد الإقبال على التعليم والتعلم في القرن الثاني، وما كان ممكناً أن ينشأ في الشعر العربي فن تعليمي قبل هذا القرن لهذا السبب نفسه).

ويؤكد باحث آخر أن الأرجوزة الأموية تعد أول شعر تعليمي ظهر في اللغوية العربية وأن أراجيز العجاج وابنه رؤية تعد شعراً تعليمياً، لأنها متون لغوية منظومة في اللغة نفسها من حيث هي لغة، نظماها لتمد الرواة بالألفاظ الغريبة والأساليب الشاذة والنادرة، وتزودهم بالشواهد والأمثال المأثورة والألفاظ المستعملة والمهملة.

ثم تتابعت المنظومات العلمية عبر العصور حتى جاء عصر المماليك الذي كثر فيه هذا اللون من النظم واتسعت موضوعاته، فشمل كل العلوم ومنها النحو، وأقبل الناظمون على النظم لييسروا على الطلاب سبل الإلمام بالمعارف وحفظها وسرعة استحضارها وقت الحاجة، فجاءت على سبيل المثال منظومتا ابن مالك الطويلتان (الكافية الشافية) و (الخلاصة الألفية)، و(منظومة الشاطبي في القراءات).

ومن أشهر المتون النحوية المنظومة في عصر العثمانيين:

1)      أرجوزة لعصام الدين بن عربشاه الإسفراييني المتوفى سنة (951هـ) باسم ” الألغاز النحوية “.

2)      منظومة لشرف الدين العمريطي، فرغ منها سنة (976هـ)، وسماها “الدرة البهية في نظم الآجرومية”.

3)      منظومة إبراهيم الكرمياني المشهور بشريفي المتوفى سنة (1016هـ)، سماها “الفرائد الجميلة” وهي نظم لشافية ابن الحاجب.

4)      أرجوزة لعمر الفارسكوري المتوفى سنة (1018هـ) سماها “جوامع الإعراب وهوامع الأدب” وهي نظم لجمع الجوامع وشرحه همع الهوامع لجلال الدين السيوطي.

5)      ألفية في النحو لعلي بن محمد الأجهوري المالكي المتوفى سنة (1066هـ).

6)      منظومة نحوية لحسن العطار المتوفى سنة (1250هـ).

7)      منظومة في الإخبار بالظرف لمحمد الخضري الدمياطي المتوفى سنة (1287هـ).

8)      منظومتان لناصف اليازجي المتوفى سنة (1288هـ)، الأولى: اسمها “الخزانة” في علم الصرف، والثانية سماها “جوف الفرا” في علم النحو.

 

و يلاحظ أن من أهم خصائص هذه المتون:

- أنها موجزة العبارة.

- تتصف بالاختصار الشديد.

- يطغى عليها التلميح على التصريح.

- يأتي فيها الإيجاز والرمز استجابة لما تقتضيه الأوزان الشعرية من تقديم أو تأخير أو حذف.

وقد اختار أكثر الناظمين لها الرجز، لأنه أوفى بحور الشعر نغماً، وأكثرها مطاوعة في تفاعيله للحذف والزحاف والعلل، واختاروا المزدوج من الرجز لطول المنظومات العلمية التي لا يمكن الالتزام بقافية واحدة فيها، مما اضطرهم إلى مزاوجة القافية في شطري كل بيت، ولقد رأى بعض النقاد أن هذه المتون خالية من القيمة الفنية، ووصفها أحدهم بأنها “مجرد متون علمية منظومة، وليست في الحقيقة أشعاراً تصاغ ويعبر بها أصحابها عن حاجاتهم الوجدانية أو العقلية”، ووصفها آخر بقوله: “إن الشعر التعليمي قد أصبح في العصور المتأخرة النوع الوحيد الذي لا يحمل من الشعر إلا اسمه”.

ثانياً: المتن المنثور

صيغت المتون نثراً أيضاً كما صيغت نظماً، وقد اشتهرت هذه المتون النثرية في تاريخ العلوم عامة، وفي تاريخ النحو خاصة، وهي متون اعتمدها الدارسون جيلاً بعد جيل يشرحونها ويعلمونها، وما زالت حتى اليوم عمدة في بابها ومرجعاً لأصحاب كل فن، وهي حتى الآن مجال للباحثين يخوضون فيها بالتفسير والتعليق والشرح والإيضاح والتحقيق.

ومن أشهر ما أُلف في عصرهم من المتون النحوية:

- “الكافية” لابن الحاجب المتوفى سنة (646هـ).

- “المقدمة الآجرومية” في النحو لأبي عبد الله محمد بن داود الصنهاجي المعروف بـ”ابن آجروم” المتوفى سنة (723هـ)، وقد شاعت هذه المقدمة وذاعت، وأقبل عليها المعلمون والمتعلمون؛ الأولون يشرحون والآخِرون يحفظون.

-        ثم تلتها “المقدمة “الأزهرية” للشيخ خالد الأزهري المتوفى سنة (905هـ) وهي لا تقل في محتواها وقيمتها عن المقدمة الآجرومية، لكنها لم تحظ بما حظيت به المقدمة الآجرومية من الشهرة والانتشار.

 

أسباب ظهور المتون والشروح والحواشي والتقريرات:

نشأ هذا النظام التأليفي وتطور لأسباب وبواعث لا افتعال فيها ولا غلو، فمن الأسباب التي دعت إلى وجود هذا اللون ثم إلى كثرته في عصري المماليك والعثمانيين:


  1. الرغبة الشديدة في التسهيل؛ ليمكن تعلم القواعد وتيسير حفظها واستذكارها واستيعابها، فوجود متن يتميز بالاختصار والاقتصار على الأسس العامة، كان معيناً على حفظ أصول العلم وقواعده، وتقريب الحقائق إلى أذهان المتعلمين في مراحلهم المختلفة ليسهل عليهم حفظها.


  2. ضبط أصول العلم بدقة وإحكام، ويكون ذلك بجمع مادته ولمِّ شعثها بعبارات موجزة جامعة دقيقة يستطيع الدارس استيعابها بأقصر طريق وأقل زمان.


  3. شدة حرص علماء هذه العصور على سرعة تلافي ما ضاع من الكتب، ولا سيما بعد كارثة المشرق وإحراق المؤلفات في بغداد في فتنة “هولاكو”، وبعد ما أصاب الأمة من نكسات في الأندلس، فرغبوا في جمع شتات هذه العلوم في صور مختلفة، وحرصوا على جمع أكبر قدر ممكن من العلوم وحفظها من الضياع بعد النكبات السياسية والعسكرية التي حلت بالمسلمين وأفقدتهم جل تراثهم.

الحرص على أن تحفظ المتون من العلم جوهره ولبابه، وأن تقوم بدورها الفعال في مسرح التعليم، وقد حدث هذا في ذلك العصر وفي عصرنا الحاضر، أما الشروح فقد كانت تطوراً طبيعياً يناسب عصر التوسع والتخصص ويقرب للطلاب العلمَ ويسهّل لهم تناول مسائله.

من فوائد حفظ المتن:
- من حفظ المتون حاز الفنون، فالذي يحفظ المتن ويفهم ما فيه من معاني يكون حافظاً لذلك الفن، مستحضراً لمسائله وأدلتها في أي وقت، من غير حاجة إلى كتاب.

- من حفظ الأصول ضمن الوصول، فالمتن هو الأصل والأساس، ومن حفظ هذا الأصل وصل إلى مراتب كبار العلماء.

- من لم يتقن الأصول حُرم الوصول، فمن فرط وترك حفظ المتون وفهمها حرم أن يكون في ركاب العلماء.

- يساعد المتن الطالب ويعينه وييسر عليه العلوم، ويجعله استحضار المعلومات بكل يسر وسهولة.

- يساعد المتن على الضبط والإتقان للعلم.

- إن هذه الطريقة (حفظ المتون) تميز بين الطالب المجد من غيره، وتظهر بواسطتها الفروق الفردية بين الطلبة وتفاوت قدراتهم في التحصيل.

- حفظ المتون يقوي الذاكرة، وفهمها ينمي الذكاء.

و هنــــا بعض أهم المتون العلمية في علم التفسير و علوم القرآن  لتحميـل :

1- منظومـة الزمزمي في التفسيـر :

الرابط

http://www.4shared.com/file/109921133/93fc03/___.html

2- ألفية غريب القران :

الرابط

http://www.4shared.com/file/109926458/5a07785f/___online.html

أهم متـــون علم الحـديث و علومـه :

1- المنظومـة البيقونيــــة :

الرابط

http://www.4shared.com/file/109919648/5f5bf7f6/__online.html

2- ألفيــــة الحـافظ العراقي في علم الحديث :

الرابط

http://www.4shared.com/file/109927959/9d64bcff/_____.html

3- ألفية السيوطـي في علم الحديـث :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110102707/f54a2cc5/____.html

4- القصيدة الغزليـة في علم الحديث :

الرابط

http://www.4shared.com/file/109924601/f721285b/____.html

5- منظومــة الهـدايــة في علم الروايـــة :

الرابط

http://www.4shared.com/file/109920525/4f5ea7ce/____.html

6- نظـام نخبــة الفكـر :

الرابط

http://www.4shared.com/file/109919899/976c9427/___online.html

أهم متون علم الفقه و أصولــهـا :

1- المرشد المعين على الضروري من علوم الدين :

الرابط

http://www.4shared.com/file/109924473/55ea0bde/______.html

2- نهاية التدريب في نظام غاية التقريب :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110108168/589f0a04/_____.html

3- تسهيل الطرقات في نظم الوريقات :

الرابط

http://www.4shared.com/file/109928391/6afeee41/____.html

4- مراقي السعود :

الرابط

http://www.4shared.com/file/109922925/ec4d9621/__online.html

5- المنخلة النونية في فقه الكتاب و السنة النبوية :

الرابط

http://www.4shared.com/file/109923982/307a8c6d/______.html

6- تيسر فقه العمدة في الفقه الحنبلي :

الرابط

http://www.4shared.com/file/109931878/c19cf2b0/_____.html

7- الموثق من عمدة الموثق :

الرابط

1-  http://www.4shared.com/file/110111514/59091e0e/____1.html
2- http://www.4shared.com/file/110113402/2ba28c6/____2.html
3- http://www.4shared.com/file/110115049/d366c34a/____3.html
4- http://www.4shared.com/file/110116966/6c8b2838/____4.html

أهم المتون في علـــم العقيدة :

1- قصيدة ابن القيـم عن النصرانية :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110054842/ccc7597a/____.html

2- نونية القحطاني :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110251533/864f3d41/__online.html

3- حائيـة أبي داوود في السنة :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110054018/5f761599/____.html

4- لامية شيخ الإسلام ابن تيمية :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110055624/c1dc11a6/____.html

5- داليـــة أبي الخطـاب الكلواذني :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110054563/812e983d/___.html

6- قلائد العيقان بنظم أحكام الإيمان :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110055503/6fc858de/____.html

7- نظم العقيدة الطحاوية للشيخ محمد بن الدناه الشنقيطي :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110055845/ea1fabbc/_______.html

أهم متون الرقائق :

1- قصيدة أنا العبد :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110059491/1b105734/___online.html

2- قصيدة التوبة

الرابط

http://www.4shared.com/file/110059327/14c83d4f/__online.html

3- قصيدة زيادة المرء في دنياه نقصان ( عنوان الحكمة ) :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110059802/5ac144a3/_____.html


4- قصيدة في ذم الغناء و الشطحات الصوفية : لابن القيم :

الرابط

http://www.4shared.com/file/109932293/d7ef2c8e/_____.html

كلمـــــات القصيدة

ذهب الرجال وحال دون مجالهم ☆☆ زمرمن الأوباش والأنذال
زعموا بأنهم على آثارهم
☆☆ ساروا ولكن سيرة البطال
لبسوا الدلوق مرقعا وتقشفوا
☆☆ كتقشف الأقطاب والأبدال
قطعوا طريق السالكين وغوروا
☆☆ سبل الهدى بجهالة وضلال
عمروا ظواهرهم بأثواب التقى
☆☆ وحشوا بواطنهم من الأدغال
إن قلت : قال الله قال رسوله
☆☆ همزوك همز المنكر المتغالي
أو قلت : قد قال الصحابة والأولى
☆☆ تبعوهم في القول والأعمال
أو قلت : قال الآل آل المصطفى
☆☆ صلى عليه الله أفضل آل
أو قلت : قال الشافعي : وأحمد
☆☆ وأبو حنيفة والإمام العالي
أو قلت : قال صحابهم من بعدهم
☆☆ فالكل عندهم كشبه خيال
ويقول : قلبي قال لي عن سره
☆☆ عن سرع سري عن صفا أحوالي
عن حضرتي عن فكرتي عن خلوتي
☆☆ عن شاهدي عن واردي عن حالي
عن صفو وقتي عن حقيقة مشهدي
☆☆ عن سر ذاتي عن صفات فعالي
دعوى إذا حققتها ألفيتها
☆☆ ألقاب زور لفقت بمحال
تركوا الحقائق والشرائع واقتدوا
☆☆ بظواهر الجهال والضلال
جعلوا المرا فتحا وألفاظ الخنا
☆☆ شطحا وصالوا صولة الإدلال
نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم
☆☆ نبذ المسافر فضلة الأكال
جعلوا السماع مطية لهواهم
☆☆ وغلوا فقالوا فيه كل محال
هو طاعة هو قربة هو
☆☆ سنة صدقوا لذاك الشيخ ذي الإضلال
شيخ قديم صادهم بتحيل
☆☆ حتى أجابوا دعوة المحتال
هجروا له القرآن والأخبار
☆☆ والآثار إذ شهدت لهم بضلال
ورأوا سماع الشعر أنفع للفتى
☆☆ من أوجه سبع لهم بتوال
تالله ما ظفر العدو بمثلها
☆☆ من مثلهم واخيبة الآمال
نصب الحبال لهم فلم يقعوا بها
☆☆ فأتى بذا الشرك المحيط الغالي
فإذا بهم وسط العرين ممزقى
☆☆ الأثواب والأديان والأحوال
لا يسمعون سوى الذي يهوونه
☆☆ شغلا به عن سائر الأشغال
ودعوا إلى ذات اليمين فأعرضوا
☆☆ عنها وسار القوم ذات شمال
خروا على القرآن عند سماعه
☆☆ صما وعميانا ذوي إهمال
وإذا تلا القارى عليهم سورة
☆☆ فأطالها عدوه في الأثقال
ويقول قائلهم : أطلت وليس ذا
☆☆ عشر فخفف أنت ذو إملال
هذا وكم لغو وكم صخب وكم
☆☆ ضحك بلا أدب ولا إجمال
حتى إذا قام السماع لديهم
☆☆ خشعت له الأصوات بالإجلال
وامتدت الأعناق تسمع وحى
☆☆ ذاك الشيخ من مترنم قوال
وتحركت تلك الرءوس وهزها
☆☆ طرب وأشواق لنيل وصال
فهنا لك الأشواق والأشجان
☆☆ والأحوال لا أهلا بذي الأحوال
تالله لو كانوا صحاة أبصروا
☆☆ ماذا دهاهم من قبيح فعال
لكنما سكر السماع أشد
☆☆ من سكر المدام وذا بلا إشكال
فإذا هما اجتمعا لنفس مرة
☆☆ نالت من الخسران كل منال
يا أمة لعبت بدين نبيها
☆☆ كتلاعب الصبيان في الأوحال  

 أشمتمو أهل الكتاب بدينكم ☆☆ والله لن يرضوا بذي الأفعال
كم ذا نعير منهم بفريقكم
☆☆ سرا وجهرا عند كل جدال
قالوا لنا : دين عبادة أهله
☆☆ هذا السماع فذاك دين محال
بل لا تجىء شريعة بجوازه
☆☆ فسلوا الشرائع تكتفوا بسؤال
لو قلتمو فسق ومعصية وتزيين
☆☆ من الشيطان للأنذال
ليصد عن وحى الإله ودينه
☆☆ وينال فيه حيلة المحتال
كنا شهدنا أن ذا دين أتى
☆☆ بالحق دين الرسل لا بضلال
والله منهم قد سمعنا ذا إلى الآذان من أفواههم بمقال
وتمام ذاك القول بالحيل التي
☆☆ فسخت عقود الدين فسخ فصال

 جعلته كالثوب المهلهل نسجه☆☆ فيه تفصله من الأوصال
ما شئت من مكر ومن خدع
☆☆ ومن حيل وتلبيس بلا إقلال
فاحتل على إسقاط كل فريضة
☆☆ وعلى حرام الله بالإحلال
واحتل على المظلوم يقلب ظالما وعلى الظلوم بضد تلك الحال
واقلب وحول فالتحيل كله
☆☆ في القلب والتحويل ذو إعمال
إن كنت تفهم ذا ظفرت بكل ما
☆☆ تبغى من الأفعال والأقوال
واحتل على شرب المدام وسمها
☆☆ غير اسمها واللفظ ذو إجمال
واحتل على أكل الربا واهجر شنا
☆☆ عة لفظه واحتل على الابدال
واحتل على الوطء الحرام ولا تقل
☆☆ هذا زنا وانكح رخى البال
واحتل على حل العقود وفسخها
☆☆ بعد اللزوم وذاك ذو إشكال

 إلا على المحتال فهو طبيبها ☆☆ يا محنة الأديان بالمحتال
واحتل على نقض الوقوف وعودها
☆☆ طلقا ولا تستحي من إبطال
فكر وقدر ثم فصل بعد ذا
☆☆ فإذا غلبت فلج في الإشكال  

 واحتل على الميراث فانزعه م ☆☆ الوراث ثم ابلع جميع المال
قد أثبتوا نسبا وحصرا فيكم
☆☆ حتى تحوز الإرث للأموال

واعمد إلى تلك الشهادة واجعل ☆☆ الإبطال همك تحظ بالابطال
فالحصر إثبات ونفى غير
☆☆ معلوم وهذا موضع الاشكال
واحتل على مال اليتيم فإنه
☆☆ رزق هنى من ضعيف الحال

لا سوطه تخشى ولا من سيفه ☆☆ والقول قولك في نفاد المال
واحتل على أكل الوقوف فإنها
☆☆ مثل السوائب ربة الإهمال
فأبو حنيفة عنده هي باطل
☆☆ في الأصل لم تحتج إلى إبطال
فالمال مال ضائع أربابه
☆☆ هلكوا فخذ منه بلا مكيال
وإذا تصح بحكم قاض عادل
☆☆ فشروطها صارت إلى اضمحلال
قد عطل الناس الشروط وأهملوا
☆☆ مقصودها فالكل في إهمال
وتمام ذاك قضاتنا وشهودنا
☆☆ فاسأل بهم ذا خبرة بالحال
أما الشهود فهم عدول عن طريق
☆☆ العدل في الأقوال والأفعال
زورا وتنميقا وكتمانا
☆☆ وتلبيسا وإسرافا بأخذ نوال
ينسى شهادته ويحلف إنه
☆☆ ناس لها والقلب ذو إغفال
فإذا رأى المنقوش قال : ذكرتها
☆☆ يا للمذكر جئت بالآمال
ويقول قائلهم : أخوض النار في
☆☆ نزر يسير ذاك عين خبال
ثقل لى الميزان إني خائض
☆☆ للمنكبين أجر بالأغلال
أما القضاة فقد تواتر عنهم
☆☆ ما قد سمعت فلا تفه بمقال
ماذا تقول لمن يقول : حكمت أنت
☆☆ فاسق أو كافر في الحال
فإذا استغثت أغثت بالجلد الذي
☆☆ قد طرقوه كمثل طرق نعال
فيقول طق فتقول : قط فتعارضا
☆☆ ويكون قول الجلد ذا إعمال
فأجارك الرحمن من ضرب ومن
☆☆ عرض ومن كذب وسوء مقال
هذا ونسبة ذاك أجمعه إلى
☆☆ دين الرسول وذا من الأهوال
حاشا رسول الله يحكم بالهوى
☆☆ والجهل تلك حكومة الضلال
والله لو عرضت عليه كلها
☆☆ لاجتثها بالنقض والإبطال
إلا التي منها يوافق حكمه
☆☆ فهو الذي يلقاه بالإقبال
أحكامه عدل وحق كلها
☆☆ في رحمة ومصالح وحلال
شهدت عقول الخلق قاطبة بما
☆☆ في حكمه من صحة وكمال
فإذا أتت أحكامه ألفيتها
☆☆ وفق العقول تزيل كل عقال
حتى يقول السامعون لحكمه :
☆☆ ما بعد هذا الحق غير ضلال
لله أحكام الرسول وعدلها
☆☆ بين العباد ونورها المتلالى
كانت بها في الأرض أعظم رحمة
☆☆ والناس في سعد وفي إقبال
أحكامهم تجرى على وجه السداد
☆☆ وحالهم في ذاك أحسن حال
أمنا وعزا في هدى وتراحم
☆☆ وتواصل ومحبة وجلال
فتغيرت أوضاعها حتى غدت
☆☆ منكورة بتلوث الأعمال
فتغيرت أعمالهم وتبدلت
☆☆ أحوالهم بالنقص بعد كمال
لو كان دين الله فيهم قائما
☆☆ لرأيتهم في أحسن الأحوال
وإذا همو حكموا بحكم جائر
☆☆ حكموا لمنكره بكل وبال
قالوا : أتنكر حكم شرع محمد
☆☆ حاشا لذا الشرع الشريف العالي
عجت فروج الناس ثم حقوقهم
☆☆ لله بالبكرات والآصال
كم تستحل بكل حكم باطل
☆☆ لا يرتضيه ربنا المتعالي
والكل في قعر الجحيم سوى الذي
☆☆ يقضى بدين الله لا لنوال
أو ما سمعت بأن ثلثيهم غدا
☆☆ في النار في ذاك الزمان الخالي
وزماننا هذا فربك عالم
☆☆ هل فيه ذاك الثلث أم هو خالي
يا باغى الإحسان يطلب ربه
☆☆ ليفوز منه بغاية الآمال
انظر إلى هدة الصحابة والذي
☆☆ كانوا عليه في الزمان الخالى
واسلك طريق القوم أين تيمموا
☆☆ خذ يمنة ما الدرب ذات شمال
تالله ما اختاروا لأنفسهم سوى
☆☆ سبل الهدى في القول والأفعال
درجوا على نهج الرسول وهديه
☆☆ وبه اقتدوا في سائر الأحوال
نعم الرفيق لطالب يبغى الهدى
☆☆ فمآله في الحشر خير مآل
القانتين المخبتين لربهم
☆☆ الناطقين بأصدق الأقوال
التاركين لكل فعل سيء
☆☆ والعاملين بأحسن الأعمال
أهواؤهم تبع لدين نبيهم
☆☆ وسواهم بالضد في ذي الحال
ما شابهم في دينهم نفص
☆☆ ولا في قولهم شطح الجهول الغالي
عملوا بما علموا ولم يتكلفوا
☆☆ فلذاك ما شابوا الهدى بضلال
وسواهم بالضد في الأمرين قد
☆☆ تركوا الهدى ودعوا إلى الإضلال
فهم الأدلة للحيارى من يسر
☆☆ بهداهم لم يخش من إضلال
وهم النجوم هداية وإضاءة
☆☆ وعلو منزلة وبعد منال
يمشون بين الناس هونا
☆☆ نطقهم بالحق لا بجهالة الجهال
حلما وعلما مع تقى
☆☆ وتواضع ونصيحة مع رتبة الإفضال
يحيون ليلهم بطاعة ربهم
☆☆ بتلاوة وتضرع وسؤال
وعيونهم تجرى بفيض دموعهم
☆☆ مثل انهمال الوابل الهطال
في الليل رهبان وعند جهادهم
☆☆ لعدوهم من أشجع الأبطال
وإذا بدا علم الرهان رأيتهم
☆☆ يتسابقون بصالح الأعمال
بوجوههم أثر السجود لربهم
☆☆ وبها أشعة نوره المتلالي
ولقد أبان لك الكتاب صفاتهم
☆☆ في سورة الفتح المبين العالي
وبرابع السبع الطوال صفاتهم
☆☆ قوم يحبهم ذوو إدلال
وبراءة والحشر فيها وصفهم
☆☆ وبهل أتى وبسورة الأنفال

5- قصيدة أنا الفقير إلى رب البريات :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110059588/7a15b4e6/_____.html

6- قصيدة يا راميـا بسهام اللحظ مجتهداً :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110055243/eeb8b5f/____.html

7- قصيدة إذا طلعت شمس النهار فإنها ( ميمية ابن القيم ) :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110059059/be7738d6/_____.html

كلـمـات القصيدة

رحلة الأشواق
أشواااق

إذا طَلَعَتْ شمسُ النهارِ فإنَّها ☆☆ أمَارَة تسْلِيمي عليكمْ فسَلّمُوا

سلامٌ مِن الرحمَنِ في كلِّ سَاعة ☆☆ ورَوْحٌ ورَيْحانٌ وفضْلٌ وأنْعُمُ

عَلى الصَّحْبِ والإخْوانِ والوِلْدِ والأُلىَ ☆☆ دَعَوْهم بإحْسَانٍ فجَادُوا وأنْعَمُوا

وسائرِ مَن للسُّنَّةِ المَحْضةِ اقتَفى ☆☆ ومَا زاغ عنها فهو حَقٌّ مُقدَّمُ

أولئكَ أتباعُ النبيِّ وحِزْبُهُ ☆☆ ولوْلاهُمُ ما كان في الأرضِ مُسْلِمُ

ولوْلاهُمُ كادَتْ تَمِيدُ بأهْلِهَا ☆☆ ولكنْ رَوَاسِيها وأوْتادُها هُمُ

ولوْلاهُمُ كانتْ ظلامًا بِأهْلِها ☆☆ وَلكنْ هُمُ فِيها بُدُورٌ وَأنْجُمُ

أولئكَ أصْحَابي فحَيَّ هَلًا بهِمْ ☆☆ وحَيَّ هَلًا بالطيِّبينَ وأنعِمْ

لِكُلِّ امْرِئ ٍمنهم سَلامٌ يَخُصُّهُ ☆☆ يُبَلغُه الأدنَى إليهِ وَينعَمُ

فيَا مُحْسِنًا بَلغْ سَلامِي وَقُلْ لهُمْ ☆☆ مُحِبُّكُمُو يَدْعُو لكُم وَيُسَلمُ

ويَا لائِمِي فِي حُبِّهُمْ وَوَلائِهمْ ☆☆ تأمَّلْ هَدَاكَ اللهُ مَنْ هُوَ ألْوَمُ

بأيِّ دَلِيلٍ أمْ بأيَّةِ حُجةٍ ☆☆ ترَى حُبَّهُمْ عَارًا عَليَّ وَتنقِمُ

ومَا العارُ إلا بُغْضُهُمْ وَاجْتِنابُهُمْ ☆☆ وَحُبُّ عِدَاهُم ذاكَ عارٌ ومَأثمُ

أمَا وَالذِي شقَّ القلوبَ وأوْدَعَ الْـ ☆☆ ـمَحَبَّة فيها حيثُ لا تَتصَرَّمُ

وحَمَّلها قلبَ المُحِبِّ وإنَّهُ ☆☆ ليَضْعُفُ عنْ حَمْلِ القميصِ وَيَألمُ

وَذللها حتى اسْتكانَتْ لِصَوْلةِ الـْ ☆☆ ـمَحَبَّةِ لا تلوي ولا تتلعْثمُ

وذَلَّلَ فيها أنفُسًا دُونَ ذلِّها ☆☆ حِياضُ المَنايا فوقها وَهْيَ حُوَّمُ

لأنْتُمْ عَلى قرْبِ الدِّيارِ وبُعْدِها ☆☆ أحِبَّتُنا إنْ غِبْتُمُوا أو حَضَرْتُمُ

سَلُوا نَسَمَاتٍ الرِّيحِ كم قدْ تحمَّلتْ ☆☆ مَحَبَّة صَبٍّ شوْقهُ ليْس يُكْتَمُ

وشاهِدُ هذا أنَّها في هُبُوبِها ☆☆ تكادُ تبُثُّ الوَجْدَ لوْ تتكَلمُ

وَكُنتُ إذا ما اشْتدَّ بي الشوقُ والجَوَى ☆☆ وكادَتْ عُرَى الصَّبر الجَمِيلِ تَفَصَّمُ

أعَللُ نَفْسِي بالتَّلاقي وَقُرْبِهُ ☆☆ وأُوهِمُها لَكِنَّهَا تَتوَهَّمُ

وأتْبعُ طرْفِي وِجْهَةً أنتُمُ بها ☆☆ فلِي بحِمَاها مَرْبَعٌ ومُخَيَّمُ

وَأذْكُرُ بَيْتا قالهُ بعضُ مَن خَلا ☆☆ وَقدْ ضلَّ عَنْهُ صبُرُهُ فهُوَ مُغْرمُ

أسَائِلُ عَنكُمْ كلَّ غادٍ ورائحٍ ☆☆ وأومِي إلى أوطانِكُم وأسَلمُ

وكمْ يَصْبِرُ المُشتاقُ عمَّن يُحِبُّهُ ☆☆ وفِي قلبِهِ نارُ الأسَى تتضَرَّمُ

مشهد الحجيج

أمَا وَالذِي حَجَّ الْمُحِبُّونَ بَيْتَهُ ☆☆ وَلبُّوا لهُ عندَ المَهَلِّ وَأحْرَمُوا

وقدْ كَشفُوا تِلكَ الرُّؤوسَ توَاضُعًا ☆☆ لِعِزَّةِ مَن تعْنو الوُجوهُ وتُسلِمُ

يُهلُّونَ بالبيداءِ لبيك ربَّنا ☆☆ لكَ المُلكُ والحَمْدُ الذي أنتَ تَعْلمُ

دعاهُمْ فلبَّوْهُ رِضًا ومَحَبَّةً ☆☆ فلمَّا دَعَوهُ كان أقربَ منهمُ

ترَاهُمْ على الأنضاءِ شُعْثًا رؤوسُهُمْ ☆☆ وغُبْرًا وهُمْ فيها أسَرُّ وأنْعَمُ

وَقدْ فارَقوا الأوطانَ والأهلَ رغبةً ☆☆ ولم يُثنِهِمْ لذَّاتُهُمْ والتَّنَعُّمُ

يَسِيرونَ مِن أقطارِها وفِجاجِها ☆☆ رِجالا ورُكْبانا ولله أسْلمُوا

ولمَّا رأتْ أبصارُهُم بيتَهُ الذي ☆☆ قلوبُ الوَرَى شوقًا إليهِ تَضَرَّمُ

كأنهمُ لمْ يَنْصَبُوا قطُّ قبْلهُ ☆☆ لأنَّ شَقاهُمْ قد ترحَّلَ عنْهُمُ

فلِلَّهِ كمْ مِن عَبْرةٍ مُهْرَاقةٍ ☆☆ وأخرى على آثارِها لا تَقَدَّمُ

وَقدْ شَرِقتْ عينُ المُحِبِّ بدَمْعِها ☆☆ فينظرُ مِن بينِ الدُّموعِ ويُسْجِمُ

إذا عَايَنَتْهُ العَيْنُ زالَ ظلامُها ☆☆ وزالَ عن القلبِ الكئيبِ التألُّمُ

ولا يَعْرِفُ الطرْفُ المُعايِنُ حسْنَهُ ☆☆ إلى أن يعودَ الطرْفُ والشوقُ أعْظمُ

ولا عجبٌ مِن ذا فحِينَ أضافهُ ☆☆ إلى نفسِهِ الرحمنُ ؛ فهو المعظَّمُ

كسَاهُ منَ الإجْلالِ أعظمَ حُلةٍ ☆☆ عليها طِرازٌ بالمَلاحَةِ مُعْلَمُ

فمِنْ أجلِ ذا كلُّ القلوبِ تُحِبُّهُ ☆☆ وتَخْضَعُ إجْلالا لهُ وتُعَظِّمُ

ورَاحُوا إلى التَّعْريفِ يَرْجُونَ رحمةً ☆☆ ومغفرة مِمَّن يجودُ ويُكرِمُ

فلِلهِ ذاكَ الموقفُ الأعظمُ الذي ☆☆ كموقفِ يومِ العَرْضِ بلْ ذاكَ أعظمُ

ويدْنُو بهِ الجبّارُ جَلَّ جلالُهُ ☆☆ يُباهِي بهمْ أمْلاكَه فهو أكرَمُ

يقولُ عِبادِي قدْ أتونِي مَحَبَّةً ☆☆ وَإنِّي بهمْ بَرٌّ أجُودُ وأرْحَمُ

فأشْهِدُكُمْ أنِّي غَفَرْتُ ذنُوبَهُمْ ☆☆ وأعْطيْتُهُمْ ما أمَّلوهُ وأنْعِمُ

فبُشراكُمُ يا أهلَ ذا المَوقفِ الذِي ☆☆ به يَغفرُ اللهُ الذنوبَ ويَرحمُ

فكمْ مِن عتيقٍ فيه كَمَّلَ عِتقهُ ☆☆ وآخرَ يَسْتسعَى وربُّكَ أرْحَمُ

ومَا رُؤيَ الشيطانُ أغيظَ في الوَرَى ☆☆ وأحْقرَ منهُ عندها وهو ألأَمُ

وَذاكَ لأمْرٍ قد رَآه فغاظهُ ☆☆ فأقبلَ يَحْثُو التُّرْبَ غَيْظا وَيَلطِمُ

وما عاينتْ عيناه مِن رحمةٍ أتتْ ☆☆ ومغفرةٍ مِن عندِ ذي العرْشِ تُقْسَمُ

بَنَى ما بَنى حتى إذا ظنَّ أنه ☆☆ تمَكَّنَ مِن بُنيانِهِ فهو مُحْكَمُ

أتَى اللهُ بُنيَانًا له مِن أساسِهِ ☆☆ فخرَّ عليه ساقطا يتهدَّمُ

وَكمْ قدْرُ ما يعلو البناءُ ويَنْتهي ☆☆ إذا كان يَبْنِيهِ وذو العرش يهدِمُ

وراحُوا إلى جَمْعٍ فباتُوا بمَشعَرِ الْـ ☆☆ ـحَرَامِ وصَلَّوْا الفجْرَ ثمَّ تقدَّموا

إلى الجَمْرةِ الكُبرَى يُريدون رَمْيَها ☆☆ لوقتِ صلاةِ العيدِ ثمَّ تيَمَّمُوا

منازلَهمْ للنحْرِ يَبغونَ فضلَهُ ☆☆ وإحياءَ نُسْكٍ مِن أبيهمْ يُعَظَّمُ

فلوْ كان يُرضِي اللهَ نَحْرُ نفوسِهمْ ☆☆ لدانُوا بهِ طوْعًا وللأمرِ سلَّمُوا

كما بَذلُوا عندَ الجِهادِ نُحورَهُمْ ☆☆ لأعدائِهِ حتَّى جرَى منهمُ الدَّمُ

ولكنَّهمْ دانُوا بوضْعِ رؤوسِهمْ ☆☆ وذلِكَ ذلٌّ للعبيدِ ومَيْسَمُ

ولمَّا تقضَّوْا ذلكَ التَّفَثَ الذِي ☆☆ عليهمْ وأوْفَوا نذرَهُمْ ثمَّ تَمَّمُوا

دعاهُم إلى البيتِ العتيقِ زيارةً ☆☆ فيَا مرحَبًا بالزائِرين وأكرمُ

فلِلهِ ما أبْهَى زيارتَهُمْ لهُ ☆☆ وقدْ حُصِّلتْ تلكَ الجَوائزِ تُقْسَمُ

وَللهِ أفضالٌ هناكَ ونِعْمَةٌ ☆☆ وبِرٌّ وإحْسَانٌ وجُودٌ ومَرْحَمُ

وعادُوا إلى تلكَ المنازلِ مِن مِنَى ☆☆ ونالُوا مناهُمْ عندَها وتَنَعَّمُوا

أقامُوا بها يومًا ويومًا وثالثًا ☆☆ وأذِّنَ فِيهمْ بالرحيلِ وأعْلِمُوا

وراحُوا إلى رمْيِ الجمارِ عَشِيَّةً ☆☆ شعارُهُمُ التكْبيرُ واللهُ معْهُمُ

فلو أبْصرَتْ عيناكَ موقفَهمْ بها ☆☆ وَقدْ بسَطوا تلكَ الأكفَّ لِيُرْحَمُوا

ينادونَهُ يا ربِّ يا ربِّ إننا ☆☆ عبيدُكَ لا ندْعو سواكَ وتَعْلمُ

وها نحنُ نرجو منكَ ما أنتَ أهلُهُ ☆☆ فأنتَ الذي تُعْطِي الجزيلَ وتُنْعِمُ

ولمَّا تقضَّوْا مِن مِنًى كلَّ حاجةٍ ☆☆ وسالتْ بهمْ تلكَ البِطاحُ تقدَّموا

إلى الكعبةِ البيتِ الحَرامِ عشيةً ☆☆ وطافُوا بها سبْعًا وصَلوْا وسَلَّمُوا

آلام الوداع

ولمَّا دَنا التوْدِيعُ منهمْ وأيْقنُوا ☆☆ بأنَّ التدَانِي حبْلُهُ مُتَصَرِّمُ

ولمْ يبقَ إلا وقفةٌ لِمُوَدِّعٍ ☆☆ فلِلهِ أجفانٌ هناكَ تُسَجَّمُ

وللهِ أكبادٌ هنالِكَ أُودِعَ الْـ ☆☆ ـغرامُ بها فالنارُ فيها تَضرَّمُ

وللهِ أنفاسٌ يكادُ بحَرِّها ☆☆ يذوبُ المُحِبُّ المُسْتهَامُ المُتيَّمُ

فلمْ ترَ إلا باهِتًا مُتَحَيِّرًا ☆☆ وآخرَ يُبْدِي شجوَهُ يَترَنَّمُ

رَحَلتُ وأشْواقِي إليكمْ مُقِيمَةٌ ☆☆ ونارُ الأسَى مِنِّي تَشُبُّ وتَضْرمُ

أوَدِّعُكُمْ والشوقُ يُثنِي أعِنَّتِي ☆☆ وقلبيَ أمْسَى فِي حِماكُمْ مُخَيِّمُ

هنالِكَ لا تَثْريبَ يومًا عَلىَ امرئٍ ☆☆ إذا ما بَدا منهُ الذي كانَ يَكْتُمُ

فيَا سائِقينَ العِيسَ باللهِ ربِّكمْ ☆☆ قِفوا لِي على تلكَ الرُّبوعِ وسَلِّمُوا

وقولوا مُحِبٌّ قادهُ الشوقُ نحوكُمْ ☆☆ قضَى نحبَهُ فيكُمْ تَعِيشُوا وَتسْلمُوا

قضَى اللهُ ربُّ العرشِ فيمَا قضَى بهِ ☆☆ بأنَّ الهوَى يُعمِي القلوبَ ويُبْكِمُ

وحُبُّكُمُ أصْلُ الهَوَى ومَدَارُهُ ☆☆ عليهِ وفوزٌ للمُحِبِّ ومَغْنَمُ

وتفنَى عِظامِ الصَّبِّ بعدَ مَماتِهِ ☆☆ وأشواقُهُ وقْفٌ عليهِ مُحَرَّمُ

انتفاضة البعث !

فيَا أيُّها القلبُ الذي مَلكَ الهَوَى ☆☆ أزِمَّتَهُ حتى مَتى ذا التلوُّمُ

وحَتَّامَ لا تصْحُو وقدْ قرُبَ المَدَى ☆☆ ودُنّتْ كُؤوسُ السَّيْرِ والناسُ نوَّمُ

بَلى سوفَ تصحُو حين ينكشفُ الغَطا ☆☆ ويبدو لكَ الأمرُ الذي أنتَ تكتُمُ

ويا مُوقِدًا نارًا لغيركَ ضوؤُها ☆☆ وحرُّ لَظاها بينَ جنْبَيْك يَضرِمُ

أهذا جَنَى العلمِ الذي قد غرستَهُ ☆☆ وهذا الذي قد كنتَ ترجوهُ يُطْعِمُ

وهذا هو الحظُّ الذي قد رضيتَهُ ☆☆ لِنفسكَ في الدارَيْنِ جاهٌ ودِرهمُ

وهذا هو الرِّبحُ الذي قد كسبتَهُ ☆☆ لَعمرُكَ لا رِبحٌ ولا الأصلُ يَسْلَمُ

بَخِلتَ بشيءٍ لا يضرُّكَ بذلُهُ ☆☆ وجُدْتَ بشيءٍ مثلُهُ لا يُقَوَّمُ

بَخِلتَ بذا الحظِّ الخسِيسِ دناءةً ☆☆ وجُدْتَ بدارِ الخُلدِ لو كنتَ تَفهمُ

وبِعْتَ نعيمًا لا انقضاءَ له ولا ☆☆ نظيرَ ببخْسٍ عن قليلٍ سيُعْدَمُ

فهلا عكستَ الأمرَ إنْ كنتَ حازمًا ☆☆ ولكن أضعتَ الحزمَ لو كنتَ تعلَمُ

وتهدِمُ ما تَبنِي بكفِّك جاهدًا ☆☆ فأنتَ مَدى الأيامِ تبنِي وتَهْدِمُ

و عندَ مرادِ الله تفنَى كمَيِّتٍ ☆☆ وعندَ مرادِ النفسِ تُسْدِي وتُلْحِمُ

وعند خِلافِ الأمر تحتَجُّ بالقَضَا ☆☆ ظهيرًا على الرحمن للجَبْرِ تزْعُمُ

تُنَزِّهُ منكَ النفسَ عن سوء فِعْلِها ☆☆ وتعتِبُ أقدارَ الإلَهِ وتَظْلِمُ

تُحِلُّ أمورا أحكمَ الشرعُ عَقْدَها ☆☆ وتقصِدُ ما قد حلَّه الشرْعُ تُبْرِمُ

وتَفهمُ من قولِ الرسولِ خلافَ ما ☆☆ أرادَ لأن القلبَ منك مُعجَّمُ

مطيعٌ لِداعِي الغَيِّ عاصٍ لِرُشْدِهِ ☆☆ الى ربِّه يومًا يُرَدُّ ويَعلَمُ

مُضِيعٌ لأمرِ اللهِ قد غشَّ نفسَهُ ☆☆ مُهينٌ لها أنَّى يُحَبُّ ويُكرَمُ

بطيءٌ عن الطاعاتِ أسرعُ للخَنَا ☆☆ مِنَ السيلِ في مَجْرَاهُ لا يَتَقَسَّمُ

وتَزْعم معْ هذا بأنكَ عارفٌ ☆☆ كذَبْتَ يقِينًا في الذي أنتَ تزعُمُ

وما أنتَ إلا جاهلٌ ثم ظالمٌ ☆☆ وأنكَ بين الجاهلِينَ مُقَدَّمُ

إذا كان هذا نصحُ عبدٍ لنفسِهِ ☆☆ فمَنْ ذا الذي منه الهُدَى يُتَعَلَّمُ

وفي مثلِ هذا الحالِ قد قال مَن مَضَى ☆☆ و أحسنَ فيما قالَهُ المتَكلِّمُ

فإنْ كنْتَ لا تدرِي فتلكَ مُصيبةٌ ☆☆ وإنْ كنتَ تَدْرِي فالمصيبةُ أعْظَمُ

ولو تُبْصِرُ الدنيا وراءَ سُتُورِها ☆☆ رأيتَ خيَالا في منامٍ سَيُصْرَمُ

كحُلمٍ بطيفٍ زار في النوم وانقضَى الـْ ☆☆ ـمنامُ وراحَ الطيفُ والصبُّ مُغْرَمُ

وظِلٍّ أتتْهُ الشمسُ عند طلوعِها ☆☆ سَيُقْلَصُ في وقتِ الزوالِ ويَفْصِمُ

ومُزْنَةِ صيفٍ طابَ منها مَقِيلُها ☆☆ فولَّتْ سرِيعًا والحُرُورُ تَضَرَّمُ

ومَطْعَمِ ضيفٍ لذَّ منه مَسَاغُهُ ☆☆ وبعدَ قليلٍ حالُهُ تلكَ تُعْلَمُ

كَذا هذهِ الدُّنيا كأحلامِ نائمٍ ☆☆ ومِنْ بعدِها دارُ البقاءِ سَتُقْدِمُ

فجُزْها مَمَرًّا لا مقرًّا وكنْ بِها ☆☆ غريبًا تَعِشْ فيها حمَيِدًا وتَسْلَمُ

أو ابنَ سبيلٍ قالَ في ظِلِّ دَوْحَةٍ ☆☆ وراحَ وخلَّى ظِلَّها يَتَقَسَّمُ

أخا سَفَرٍ لا يستقرُّ قَرارُهُ ☆☆ إلى أنْ يَرى أوطانَهُ ويُسَلِّمُ

فيا عجبًا ! كمْ مَصْرَعٍ وَعَظَتْ بِهِ ☆☆ بنِيها ولكنْ عن مَصارعِها عَمُوا

سقتْهمْ كؤوسَ الحُبِّ حَتى إذا نَشَوْا ☆☆ سقتْهم كؤوسَ السُّمِّ والقومُ نُوَّمُ

و أعجبُ ما في العَبْدِ رؤيةُ هذه الـْ ☆☆ ـعَظائِمِ والمغمورُ فيها مُتَيَّمُ

وما ذاك إلا أنَّ خمرةَ حُبِّها ☆☆ لَتَسْلِبُ عقلَ المرءِ منه وتَصْلِمُ

وأعجبُ مِن ذا أن أحبَابَها الأُلى ☆☆ تُهينُ ولِلأَعْدَا تُراعِي وتُكْرِمُ

وذلكَ بُرهانٌ على أنّ قدْرَها ☆☆ جناحُ بعوضٍ أو أدقُّ و أَلْأَمُ

وحَسْبُكَ ما قال الرسولُ مُمَثِّلا ☆☆ لها ولِدارِ الخُلدِ والحقُّ يُفهَمُ

كما يُدلِيَ الإنسانُ في اليمِّ أُصْبُعًا ☆☆ ويَنْزِعهُا عنه فما ذاكَ يَغْنَمُ ؟

أمنيات

ألا ليتَ شِعْري هلْ أبِيتَنَّ ليلةً ☆☆ على حَذَرٍ مِنها وأمْريَ مُبْرَمُ

وهلْ أرِدَنْ ماءَ الحياةِ وأرْتَوِي ☆☆ عَلى ظمإٍ مِن حوضِهِ وهوَ مُفْعَمُ

وهلْ تَبْدُوَنْ أعلامُها بعدَما سَفَتْ ☆☆ على رَبْعِها تِلكَ السَّوافِي فَتُعْلَمُ

وهلْ أفرِشَنْ خدِّي ثَرَى عتَبَاتِهِمْ ☆☆ خُضُوعًا لَهم كَيْما يَرِقُّوا ويَرْحَمُوا

وهلْ أرْمِيَنْ نفسِي طرِيحًا ببابِهم ☆☆ وطَيْرُ منايا الحبِّ فوقي تُحَوِّمُ

فيا أسفِي تفنَى الحياةُ وتنقضي ☆☆ وذا العتْبُ باقٍ ما بَقِيتُمْ وعِشْتُمُ

فما منكمُ بُدٌّ ولا عنكم غِنًى ☆☆ ومالِيَ مِن صَبْرٍ فأسْلُوَ عنْكُمُ

ومَن شاءَ فلْيَغْضَبْ سواكُم فلا أذًى ☆☆ إذا كنتمُ عن عبْدِكُمْ قدْ رَضِيتُمُ

وعُقْبَى اصْطِباري فِي هَواكُم حميدةٌ ☆☆ ولكنها عنكمْ عِقابٌ ومَأثَمُ

وما أنا بالشاكي لما ترتَضونَهُ ☆☆ ولكنَّنِي أرضَى به و أُسَلِّمُ

وحَسْبِي انْتِسابي مِن بُعَيْدٍ إلَيْكُمُ ☆☆ ألا إنهُ حظٌّ عظيمٌ مُفْخَّمُ

إذا قيلَ هذا عبدُهُم ومُحِبُّهُم ☆☆ تَهَلَّلَ بِشْرًا وجهُهُ يَتَبَسَّمُ

وها هو قد أبدَى الضراعةَ سائلا ☆☆ لكمْ بِلِسانِ الحالِ والقالِ مُعْلِمُ

أحِبَّتَهُ عَطْفًا عليهِ فإنهُ ☆☆ لَفِي ظمأٍ والموردُ العَذْبُ أنْتُمُ

سبيل النجاة

فَيَا ساهِيا في غمْرَةِ الجهلِ والهَوَى ☆☆ صريعَ الأماني عن قَريبٍ ستَنْدَمُ

أفِقْ قد دَنا الوقتُ الذي ليْس بَعدَهُ ☆☆ سِوى جنةِ أو حرِّ نار تضرَّمُ

وبالسُّنَّة الغرَّاء كنْ متمسِّكًا ☆☆ هي العُرْوةُ الوُثقى التي ليْس تُفْصَمُ

تمَسَّكْ بها مَسْكَ البخيلِ بِمالِهِ ☆☆ وعَضَّ عليها بالنواجِذِ تسْلَمُ

وَدَعْ عنكَ ما قد أحدثَ الناسُ بَعدَها ☆☆ فمَرْتعُ هاتيكَ الحوادثِ أوْخَمُ

وهَيِّئْ جوابًا عندما تسمعُ النِّدا ☆☆ مِن اللهِ يومَ العرضِ ماذا أجبْتُمُ؟

بِهِ رُسُلي لَمّا أتوْكُمْ فمَنْ يَكُنْ ☆☆ أجابَ سِواهمْ سوف يُخْزَى ويَنْدَمُ

وخُذ مِن تُقى الرحمنِ أعظمَ جُنَّةٍ ☆☆ ليومٍ بِهِ تبدو عَيَانًا جهنمُ

ويُنْصَبُ ذاكَ الجسرُ من فوق مَتْنِها ☆☆ فهاوٍ ومَخدوشٌ وناجٍ مُسَلَّمُ

ويأتي إلَهُ العالمين لِوعْدِهِ ☆☆ فيفْصِلُ ما بين العبادِ ويَحْكُمُ

ويأخذُ لِلمظلومِ ربُّكَ حَقَّهُ ☆☆ فيا بُؤْسَ عَبْدٍ للخلائقِ يَظْلِمُ

ويُنْشَر دِيوانُ الحسابِ وتوضعُ الْـ ☆☆ ـموازينُ بالقِسط الذي ليس يَظلِمُ

فلا مُجرمٌ يَخشَى ظُلامةَ ذرَّةٍ ☆☆ ولا مُحسِنٌ مِن أجرِهِ ذاكَ يُهْضَمُ

وتشهَدُ أعضاءُ المسيءِ بما جَنَى ☆☆ كذاكَ على فِيهِ المهيمنُ يَختِمُ

فياليْتَ شِعري كيفَ حالكُ عندَما ☆☆ تطايَرُ كُتبُ العالمينَ وتُقسَمُ

أتأخذُ باليُمنَى كتابَكَ أمْ تَكُنْ ☆☆ بِأخْرَى وراءَ الظَّهْرِ منكَ تُسَلَّمُ

وتقرأُ فيه كلَّ شيءٍ عمِلْتَهُ ☆☆ فيُشْرِقُ منكَ الوَجْهُ أو هُوَ يُظْلِمُ

تقولُ كتابِي فاقرؤُوهُ فإنهُ ☆☆ يُبَشِّرُ بالفوزِ العظيمِ ويُعْلِمُ

وإنْ تكنِ الأخرى فإنكَ قائلٌ ☆☆ ألَا ليتنِي لَمْ أوتَهْ فهو مُغْرَمُ

فبادِر إذا مادام في العمر فُسْحَةٌ ☆☆ وعَدْلُكَ مقبولٌ وصرْفُكَ قيِّمُ

وَجِدَّ وسارِعْ واغتَنِمْ زمَنَ الصِّبا ☆☆ ففي زمن الإمْكانِ تسْعَى وتَغْنَمُ

وسِر مُسْرِعًا فالسَّيْرُ خلفَكَ مُسْرِعًا ☆☆ وهيهاتَ ما منهُ مَفَرٌّ ومَهْزَمُ

فهُنَّ المنايا أيَّ وادٍ نَزَلْتَهُ ☆☆ عليها القُدُومُ أو عليكَ ستَقْدمُ

بلاد الأشواق

وَمَا ذاكَ إلا غيْرةً أن ينالَها ☆☆ سِوَى كُفئِها والربُّ بالخَلْقِ أعْلَمُ

وإنْ حُجِبَتْ عنَّا بكلِّ كريهةٍ ☆☆ وحُفَّتْ بما يؤذي النفوسَ ويُؤلِمُ

فَلِلهِ ما في حَشْوِها مِن مَسرَّةٍ ☆☆ وأصنافِ لذَّاتٍ بِها نَتَنَعَّمُ

ولله بَرْدُ العيشِ بينَ خِيامِها ☆☆ ورَوضاتِها والثغرُ في الروضِ يَبْسُمُ

فَلِلَّهِ واديها الذي هوَ موعدُ الْـ ☆☆ ـمَزيدِ لِوَفدِ الحُبِّ لو كنتَ مِنهمُ

بِذيَّالِكَ الوادي يَهيمُ صَبابَةً ☆☆ مُحِبٌّ يرى أن الصَّبابَةَ مغنَمُ

وَلله أفراحُ المُحِبين عندما ☆☆ يُخاطِبُهُم مِن فوقِهم ويُسَلِّمُ

ولله أبصارٌ ترى اللهَ جَهرةً ☆☆ فلا الضَّيْمُ يَغْشاها ولا هي تَسْأمُ

فيا نَظرةً أهْدَتْ إلى القلب نَضْرَةً ☆☆ أمِنْ بَعْدِها يَسْلو المحُبُّ المتيَّمُ

ولله كمْ مِن خَيْرَةٍ لو تَبَسَّمَتْ ☆☆ أضاءَ لَها نورٌ مِن الفَجْرِ أعظَمُ

فيَا لذةَ الأبْصارِ إنْ هِيَ أقبَلَتْ ☆☆ ويا لذَّةَ الأسْماعِ حينَ تَكَلَّمُ

ويا خَجْلَةَ الغُصْنِ الرطيبِ إذا انْثَنَتْ ☆☆ ويا خَجْلَةَ البَحرَيْنِ حين تَبَسَّمُ

فإن كنتَ ذا قلبٍ عليلٍ بِحُبِّها ☆☆ فلم يبقَ إلا وصْلُها لكَ مَرْهَمٌ

ولا سِيَّما في لَثْمِها عندَ ضمِّها ☆☆ وقد صارَ منها تحتَ جيدِكَ مِعْصَمُ

يَراها إذا أبْدَتْ لهُ حُسْنَ وجْهها ☆☆ يلذُّ بِها قبلَ الوِصالِ ويَنْعَمُ

تفَكَّهُ منها العينُ عند اجتِلائِها ☆☆ فواكهَ شتَّى طلعُها ليس يُعْدَمُ

عناقِدَ مِن كرْمٍ وتُفّاحَ جنَّةٍ ☆☆ ورُمانَ أغْصانٍ بِها القلبُ مُغْرَمُ

ولِلوَرْدِ ما قدْ ألْبَسَتْهُ خُدودها ☆☆ ولِلخَمْرِ ما قد ضمَّهُ الرِّيقُ والفَمُ

تَقَسَّمَ منها الحُسْنُ في جَمْعِ واحِدٍ ☆☆ فيَا عَجَبًا مِن واحِدٍ يَتَقَسَّمُ

تُذكِّرُ بالرحمنِ مَن هو ناظرٌ ☆☆ بجملتِها أنَّ السُّلُوَّ مُحَرَّمُ

لَها فِرَقٌ شَتَّى مِنَ الحُسْنِ أُجْمِعَتْ ☆☆ فينطِقُ بالتَّسبيحِ لا يَتَلَعْثَمُ

إذا قابلتْ جيشَ الهُمومِ بِوجْهها ☆☆ تولىَّ على أعقابِه الجيشُ يُهْزَمُ

ولَمّا جرَى ماءُ الشبابِ بِغُصْنِها ☆☆ تَيَقَنّ حقًّا أنَّهُ ليسَ يُهْزَمُ

فيَا خاطبَ الحسْناءِ إنْ كُنْتَ راغِبًا ☆☆ فهذا زمانُ المَهْرِ فهو المقدَّمُ

وكنْ مُبْغِضًا للخائناتِ لحبِّها ☆☆ فتحظى بِها مِن دونِهنَّ وتنعمُ

وكنْ أيّمًا مما سواها فإنها ☆☆ لِمثلكَ في جناتِ عدن تأيّمُ

وصمْ يومَك الأدْنى لعلكَ في غدٍ ☆☆ تفوزُ بِعِيدِ الفِطْرِ والناسُ صُوَّمُ

وأقدِمْ ولا تقْنَعْ بعَيْشٍ مُنَغَّصٍ ☆☆ فما فازَ باللذاتِ مَن ليس يقدمُ

وإن ضاقتِ الدنيا عليكَ بأسرِها ☆☆ ولم يكُ فيها منزلٌ لكَ يُعلَمُ

فحيَّ على جناتِ عدْنٍ فإنَّها ☆☆ منازلكَ الأولى وفيها المخيَّمُ

ولكننا سَبْيُ العدوِّ فهل ترى ☆☆ نعودُ إلى أوطانِنا ونسلَّمُ

وقد زعموا أن الغريبَ إذا نأى ☆☆ وشطَّتْ به أوطانُه فهو مؤلم

وأيُّ اغترابٍ فوق غربَتِنا التي ☆☆ لها أضحتِ الأعداءُ فينا تَحَكَّمُ

وحيَّ على روضاتِها وخيامِها ☆☆ وحيَّ على عيشٍ بها ليسَ يُسْأمُ

وحيَّ على السوقِ الذي فيه يلتقِي الْـ ☆☆ ـمُحِبُّون ذاكَ السوق للقومِ يُعلَمُ

فما شئتَ خذْ منه بلا ثمنٍ له ☆☆ فقد أسلفَ التجار فيه وأسلمُوا

وحيَّ على يومِ المزيدِ الذي به ☆☆ زيارةُ ربِّ العرشِ فاليوم موسِمُ

وحيّ على وادٍ هنالكَ أفْيَح ☆☆ وتُرْبَتُهُ مِن أذفرِ المِسكِ أعظَمُ

منابر مِن نورٍ هناك وفضةٍ ☆☆ ومن خالِصِ العِقْيانِ لا تتفصَّمُ

ومِنْ حوْلِها كثبانُ مِسْكٍ مقاعدٌ ☆☆ لمِن دونهم هذا العطاءُ المفخَّمُ

يرونَ به الرحمنَ جلَّ جلالُه ☆☆ كرؤيةِ بدرِ التَّمِّ لا يُتَوَهَّمُ

وكالشمسِ صحْوًا ليس مِن دون أفْقِها ☆☆ سحابٌ ولا غيمٌ هناكَ يغيّمُ

فبينا همُ في عيشِهِم وسرورِهم ☆☆ وأرزاقُهُم تجرى عليهِمْ وتُقْسَمُ

إذا همْ بنور ساطعٍ قد بدا لهمْ ☆☆ سلامٌ عليكم طبْتُم ونَعِمْتُمُ

سلامٌ عليكمْ يَسمعونَ جميعُهُم ☆☆ بآذانِهم تسليمُهُ إذْ يُسَلِّمُ

يقولُ : سلوني ما اشْتَهَيْتُمْ فكلُّ ما ☆☆ تُريدون عِندي إنني أنا أرْحَمُ

فقالوا جميعًا نحن نسألكَ الرِّضا ☆☆ فأنتَ الذي تُولي الجميلَ وتَرْحَمُ

فيُعطيهمُ هذا ويُشهِدُ جَمْعَهمْ ☆☆ عليهِ تعالى اللهُ فاللهُ أكرمُ

فَبِاللهِ ما عُذْرُ امرئٍ هو مؤمنٌ ☆☆ بِهذا ولا يَسعى له ويقدّمُ ؟؟

ولكنما التوفيقُ بالله إنَّهُ ☆☆ يَخصُّ به مَنْ شاءَ فضلا ويُنْعِمُ

فيا بائِعًا هذا بِبَخْسٍ مُعَجَّلٍ ☆☆ كأنكَ لا تدري بل سوفَ تَعْلَمُ

نهاية المطاف

فقدِّمْ فدَتْكَ النفسُ نفسَكَ إنَّها ☆☆ هي الثمنُ المَبْذولُ حين تُسَلّمُ

وخضْ غَمَراتِ الموتِ وارْقَ معارجَ الْـ ☆☆ ـمحبَّةِ في مرضاتِهم تتسَنَّمُ

وسلِّمْ لَهُم ما عاقَدُوكَ عليهِ إنْ ☆☆ تُرِدْ منهُمُ أن يَبْذُلُوا ويُسَلِّمُوا

فما ظفرتْ بالوصْلِ نفسٌ مَهِينَةٌ ☆☆ ولا فازَ عبْدٌ بالبَطالَةِ يَنْعَمُ

وإنْ تكُ قد عاقَتْكَ سُعْدَى فقَلْبُكَ الْـ ☆☆ ـمُعَنَّى رهينٌ في يَدَيْها مُسَلَّمُ

وقد ساعدتْ بالوصل غيرَكَ فَالهوى ☆☆ لها مِنْكَ والواشِي بِها يَتَنَعَّمُ

فدَعْها وسَلِّ النفسَ عنها بِجَنَّةٍ ☆☆ من العِلم في روضاتِها الحقّ يَبسُمُ

وقد ذُلِّلَتْ منها القُطُوفُ فمَنْ يُرِدْ ☆☆ جَناها يَنَلْهُ كيف شاءَ ويَطْعَمُ

وقد فُتِحَتْ أبْوابُها وتَزَيَّنَتْ ☆☆ لِخُطّابِها فالحسْنُ فيها مُقسّمُ

وقدْ طابَ منها نُزْلُها ونَزيلُها ☆☆ فطوبَى لِمَنْ حلُّوا بِها وتنَعَّمُوا

أقامَ على أبوابِها داعِي الهُدَى ☆☆ هَلُمُّوا إلى دارِ السّعادةِ تَغْنَمُوا

وقد غرسَ الرحمنُ فيها غِراسَهُ ☆☆ مِن الناسِ والرحمنُ بالخَلْقِ أعْلَمُ

ومَن يَغْرِسِ الرحمنُ فيها فإنَّه ☆☆ سعيدٌ وإلا فالشَّقاءُ مُحَتَّمُ


8- قصيدة ان بهيج في مدح أم المؤمنين ( عائشة رضي الله عنه )

الرابط

http://www.4shared.com/file/110058543/f9ce4507/________-____-.html

9- لامية ابن الوردى

الرابط

http://www.4shared.com/file/110059979/839061db/___online.html

10- قصيدة تفيض عيوني بالدموع السواكب :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110055067/3834f9aa/____.html

11- قصيدة أعارتك دنيا مسترد معارتها :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110068902/a41f3321/____.html

12- قصيدة عتب المشيب :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110066662/19c6a4a9/___online.html

13- قصيدة الميمونة المنصورة ( لابن حزام ) :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110067944/71734346/__online.html

14- قصيدة ليس الغريب :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110067288/d825af80/__online.html

15- قصيدة رثاء الشيخ ابن تيمية :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110069863/3c3ca963/___.html

16- ابيات رائعة لابن القيم :

الرابط

http://www.4shared.com/file/110070190/6d14b9a3/___.html

(( هذا و أخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و على اله و صحابه أجمعين ))

اللهم أجعل هذا العمل خالصاً لوجهك الكريم ليس لأحد سواك به حظاً و لا نصيب

لا تنسونا من دعوة بظهر الغيب

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

0 التعليقات:

إرسال تعليق